الثلاثاء، 9 يونيو 2015

مشاهد في باحة القصر


الخرطوم: محمد جادين
تدافع وزراء الحكومة الجديدة وولاة الولايات إلى القصر الجمهوري "الجديد" الذي بدا في حلة زاهية لاستقبال وجوه لأول مرة اقتحمت التشكيل الوزاري، وأخرى ظلت تلج القصر من أبواب مختلفة، متنقلة بين كراسي الوزارات خلال فترات حكم الإنقاذ الماضية. وأمس عاد بعض الحرس القديم بمهام جديدة بجانب المكلفين لأول مرة لأداء القسم وتلاوة "شعائر" الولاء أمام رئيس الجمهورية ورئيس القضاء عقب إعلان أسمائهم في قائمة الحكومة.
خارج الأسوار
بدأت الحركة خارج القصر الجمهوري في شارع "الجامعة" كسولة جداً والمواصلات تتكدس أمام شارات المرور في نهار غائظ وشمس حارقة والمركبات العامة تزحف بطريقة سلحفائية رغم انتشار رجال المرور على طول الطريق، بجانب دوريات الشرطة المتمركزة في مواقعها ما ينبئ بأن هناك شيئاً ما بالقصر الجمهوري.. شيءٌ لم يغب - على ما يبدو – عن فطنة أحد المواطنين بعدما تحدث بصورة ساخرة في مركبة المواصلات عقب تذمر "الركاب" من بطء السير، ويبدو أنه استفاد من الأخبار التي حوتها الصحيفة التي يطالعها، وتبعاً لهذا أشار إلى اجتماع وزراء الحكومة الجديدة في القصر لإداء القسم أمام رئيس الجمهورية وأرجع بطئ المواصلات إلى اجتماعهم فاتحاً شهية من يستغلون المركبة على التعليق ومناقشة مفاجآت التشكيل الحكومي الجديد.
داخل القصر
داخل أروقة القصر حركة دؤوبة لموظفيه، والمكان معداً باهتمام واضح، والوزارء وولاة الولايات بدأوا يتوافدون واحداً تلو الآخر من الساعة الواحدة ظهراً سبقتهم وسائل الإعلام المختلفة إلى القصر. واحتل منسوبوها الصالة العريضة في الطابق الأراضي، حيث مدخل أعضاء الحكومة الجدد إلى مقابلة الرئيس وأداء القسم وظلوا في حالة ترقب وانتظار عيونهم ترنو ناحية الأبواب المغلقة لتصيد تصريحات الوزارء والولاء بعد تكليفهم، وأدائهم لليمين وإلقاء الضوء على مهامهم الوزارية خلال الفترة المقبلة وخططتهم ومشروعاتهم.
أداء القسم
جرت مراسم أداء اليمين الدستورية بالقصر الرئاسي أمام الرئيس عمر البشير ورئيس القضاء حيدر أحمد دفع الله بالتتابع، بدءاً من نائبي الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن، والفريق أول ركن بكري حسن صالح، تبعهم المساعدون، ثم الوزراء، ثم وزراء الدولة، لكن المفاجأة تمثلت في غياب كبير مساعدي الرئيس الحسن الميرغني عن أداء القسم.
وعقب أدائهم القسم تلقوا توجيهات الرئيس التي ركزت على الاهتمام بمعايش الناس و"قفة الملاح" والأمن والاستقرار والحوار الوطني والعلاقات الخارجية، وطالب الرئيس المسؤولين الجدد بمباشرة مهامهم فوراً من مواقعهم بالقصر والوزارات، على أن يتوجه ولاة الولايات لإخلاء مواقهم القديمة، وتسليم عهدهم، ومن ثم إلى كراسيهم في الولايات.
بعد القسم
عقب أداء القسم تتابع الوزراء لمغادرة القصر يحملون تكليفاتهم لكنهم لم يفلتوا من مصيدة الصحفيين فكان أول القادمين وزير الإعلام أحمد بلال عثمان ومساعد الرئيس جلال يوسف الدقير، ووزير الخارجية البروفسور إبراهيم غندور الذي سارعت وسائل الإعلام نحوه، ومن ثم امتلأت القاعة بالوزراء ووزراء الدولة لتتوزع وسائل الإعلام لتنتزع تصريحاتهم، ومن ثم نزل ولاة الولايات بعضهم كان مبتسماً ومرحاً خاصة والي النيل الأبيض عبد الحميد موسى كاشا الذي اكتفى بتصريحات قصيرة، فيما تحدث والي جنوب دارفور آدم الفكي، مشدداً على الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أنه انتقل من ملف أمني من ولاية جنوب كردفان إلى جنوب دارفور بذات التحديات.
إيلا في قفص الإعلام
سارع الصحفيون إلى محاصرة والي الجزيرة محمد طاهر إيلا الذي غادر محطة البحر الأحمر إلى الولاية الخضراء التي سارعت أوساطها الشعبية بالترحيب بمقدمه على أمل أن تجد حظها من التنمية كما "عروس البحر" بورتسودان، إيلا بدأ أكثر ارتياحاً لكن ذلك الارتياح لم يخلُ من تحفظ، متعهداً بخدمة أهل الجزيرة والاهتمام بمشروعها ومعالجة قضايها، واكتفى بأنه سيكشف عن برنامجه عندما يجتمع بالقيادات في الجزيرة.
والي الخرطوم يحتجب
غادر أعضاء الحكومة القصر الجديد واحداً تلو الآخر وعرباتهم تنتظرهم عند البساط الأحمر لمدخل القصر، ومن ثم عاد الهدوء للمكان وخبأ الضجيج الذي ساد القاعة عقب مغادرة الوزراء وولاة الولايات، إلا أن عدداً من الصحفيين آثروا البقاء حتى النهاية لانتظار آخر القادمين وآخر المغادرين والي ولاية الخرطوم الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، الذي تأخر في ردهات القصر عقب أداء القسم، ومن ثم تحدث أحد مسؤولي الأمن بالقصر للصحفيين أن الجميع غادر المكان بما فيهم والي الخرطوم، إلا أن آخر أكد أن والي الخرطوم ما زال بالأعلى، إلى أن أتى أحد مرافقي الوالي الجديد للعاصمة وأبلغ وسائل الإعلام أن الفريق عبد الرحيم محمد حسين اعتذر عن التصريحات إلى وقت لاحق.
الصيحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق