الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

المطرة جات..؟!!



* صباح الأحد.. صحينا كشعب ما تبقى من السودان.. في ولاية الخرطوم.. وفي شرقها وشرق نيلها.. (المليء) كبقية الأنحاء.. بالأوساخ والقاذورات والنفايات.. ومتبقي مواد البناء.. صحونا على زخات المطر التي استمرت لبضع دقائق ليلة الأحد.. شربنا الشاي بعد الصلاة.. وقام كل فرد من أبناء الولاية.. بواجباته اليومية.. من تجهيز مصاريف المنزل والأولاد للمدارس.. والسعيد من كان بجواره (دكان) كصديقي هارون.. أو صديق له أبناء بالخارج يمدونه بالمال.. خاصة الريال السعودي.. والإسترليني البريطاني.. أو اليورو كصديقي الآخر.. (الفضيحة) شيال الحال.. الأستاذ المحترم عباس دلاقين..!!
* وبما أن الفضيحة والسترة متباريات.. (والدين) من الأصدقاء.. والطناش.. متلازمتان لابد منهما في زمان حكومة الإنقاذ.. وتوابعها من (فطريات).. أحزاب.. أنقذت نفسها باسم الوطن.. ونالت نصيبها من عرقنا باسم (الحوار)..؟!!
* خرجت إلى الشارع بعد شروق الشمس بقليل.. ويا فتاح يا عليم يارزاق يا كريم.. عند باب الدار.. وفي الطريق الممتد حتى موقف المواصلات.. زالت آلام وجع
(الضهر).. بفضل التنطيط الذي لم أمارسه منذ مدة كأمهر لاعبي الأكروبات.. أو المهاجمين في فرقنا البائسة.. تفادياً للبرك والمستنقعات الصغيرة.. التي انتشرت كلوحة هنا.. وهناك.. موقف المواصلات في شارع واحد.. شرق النيل فردهم كماسرة الحافلات والهايسات يأشرون بأنهم في طريقهم فقط إلى حلة كوكو.. حتى يضاعفوا الأجرة إلى الخرطوم.. أو بحري.. أو أمدرمان.. رجال المرور يقفون متراصين في منتصف الشارع يتبادلون التحايا مع العابرين من السائقين عبارات الود ظاهرة ومسموعة.. ورغم ذلك الشعب في شارع واحد ينتظر المواصلات..
* وصلت حافلة صغيرة.. تكدسنا في لوحة وطنية رائعة بداخلها.. رجال ونساء وشباب من الجنسين.. بأريحية وتسامح.. من النافذة الصغيرة صرت أحدق في الشارع.. الشوارع مزدحمة والسيارات متراصة.. وحتى شارع السيد عبدالرحمن مروراً ببري والمنشية.. وشارع القيادة (شماله) أرتال من القمامة متراصة أيضاً.. امتزجت بالماء والطين.. ومع حرارة الشمس وبطء حركة السير سرعان ما تصاعدت روائح مميزة.. ذات رائحة نفاذة.. هي خليط من الإهمال الإداري.. والفساد الإداري.. آبيات نظافة صرفت عليها الملايين.. (ملايين شنو).. مليارات.. أغلبها تعطل.. وطالته (يد) الإهمال ولا أحد يحاسب.. ولا أحد يسأل لماذا؟..
* ولماذا يتكدس البشر في الطرقات.. يومياً ويزداد التكدس عند أول (مطرة).. مرة أخرى إنه الإهمال الإداري.. الذي جعل بصات (الوالي).. تتكدس في الورش تبحث عن الصيانة رغم استيرادها منذ وقتٍ قريب.. وشركة حكومية تبيع لشركة أخرى.. ولدت من رحمها.. عدداً من البصات الخضراء الطويلة.. أساطينها يسافرون إلى دبي.. بحثاً عن إسبيرات لأساطينها وعدد من الأسطول.. (الأخضر الطويل).. تتم سرقته تخيلوا.. بص أخضر طويل تتم سرقته.. (العدد بطرفنا).. والبلاغات.. وقسم الشرطة.. ورغم ذلك.. لا جديد مطرة سريعة تجعل (الشعب).. ينتظر في الشوارع بحثاً عن وسيلة نقل إلى مكان العمل.. أو الدراسة أو العلاج.. أو حتى (الحوامة).. (ناس الصالح العام)..؟!! أكثر من ربع قرن وهم (يتحاومون).. بحثاً عن العمل أو هجرة.. وبعضهم سكن تحت التراب..؟!!
* المضحك.. لدرجة الرثاء للوطن.. والنفس.. والبشر.. وشر البلية ما يضحك ألماً.. أن (الوطني) الحزب المتحكم في مفاصل الولاية.. بمفاصله العديدة.. والحاكم بأمره.. يقر بتردي الخدمات.. ويرجعها للأزمة الاقتصادية.. تحسست (القنبور) أعلى الرأس ولم أجده.. بحمد الله ونسأل أمينهم السياسي.. حلوة (أمينهم) دي..!! هل الأزمة الاقتصادية تجعلكم تعيشون هذا الترف (الخرافي).. بهذه الخدود المترعة بالصحة والعافية واللون البمبي.. وسيارات لإحدى الأمانات (22) مليار.. وبرج في شارع المطار جاري العمل فيه ليل نهار.. (والوالي) الجديد يقول (الحتات).. كلها باعوها.. حلوة حتات دي.. ونسأل للمرة الدشليون.. ده منو العمل كده؟.. والقروش مشت وين..؟ وهل صحيح مافي زول عارف..؟ وبعد ده التفكير في زيادة أسعار الكهرباء والماء..؟!! رجعوا (حق) الواطة في الولاية.. تستقر الكهرباء والماء.. ويهدأ الربيع العربي في النوس.. ربيع شنو؟؟ نسأل الله أن لا يريهم خريفنا ورعودنا هذه المرة.. مما يجعل الكثيرين منهم يحنون إلى أكتوبر والانتفاضة..!!
* الأمين السياسي بعد أكثر من ربع قرن قال.. دايرين يحققوا دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية..
* يا أخونا.. سمعت بالبنت السرقت دجاجة من السيوبر ماركت؟!!
* والله العظيم.. حيرتونا.. لكن مافي مشكلة..؟!!

صلاح أحمد عبدالله
الجريدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق