الخميس، 27 أغسطس 2015

من ينتشلهم من المعاناة .. الباعة المتجولون ضغوط اجتماعية وواقع مؤلم


رأينا أحوالهم المزرية لذلك كان لزاماً علينا أن نعكس صورة عن واقعهم الذي يعيشونه جراء العقبات والصعوبات المضنية التي زادت من شقائهم شقاءً، وقلبت على طاولة أحزانهم عناءً ولأنهم جزء لا يتجزأ منا ونسيج اجتماعي مكمل لدورنا، جلسنا معهم مستمعين الى شكوى بعضهم فمنهم من يرقص كالطير وهو يبكي بداخله مذبوحاً من شدة الألم، ومنهم من يبتسم وهو غير مسرور بذلك، ابتسامته تظهر لكي لا يزيد من هموم أخوانه فيشعرهم بما يحسه من تعب.
ومنهم من حكى ظروفه التي أخرجته في سن مبكرة للشارع يطلب الرزق الحلال للتخفيف على أسرته ونفسه أعباء المعيشة القاسية التي لا ترحم، ولأنه رجل لا تقبل نفسه أن يبسط يده مستجدياً الآخرين.
ومنهم من ضحى بنفسه وترك دراسته لإسعاد أشقائه الأصغر منه سناً لذلك امتهن هذه المهنة اضطراراً وليس اختياراً، وجل من يخدمون في الشارع جاءوا لنفس الغرض، وآخرون منهم تغربوا ولم يصحبهم توفيق بسبب ما وجدوه من معاملة قاسية خارج السودان، فخفقت قلوبهم تنادي بالرجوع الى حضن الوطن وحب الأوطان من الإيمان، وعلى هذا الأساس نناشد كافة قطاعات المجتمع الرسمي والشعبي بالوقوف معهم والانصات اليهم لسماع قضيتهم وإيجاد الحلول التي تؤدي الى سعادة تلك الشريحة المكافحة والعمل على توفيق أوضاعهم، وذلك بدراسة حقيقية تسهم في إثمار هذه المهنة الشريفة التي اعتادوا عليها بدوامهم اليومي بصبر وجلد لم يتحمله أهل التمني، وعلى الرغم من العقبات والمشاكل التي يعيشونها باستمرار، العقبات والمشاكل التي يعيشونها باستمرار، إلا أن آمالهم كبيرة في نزاهة وعدالة الدولة، متعشمين في أن تخفف وتساعد في وضع خطة واستراتيجية مدروسة تسهل وتشجع وتحفظ كرامتهم وتضعهم في الموضع الذي يليق بهم.


الكشة أكبر مهدد
عبد القادر عبد الباقي المجتبى (أكبر المشاكل التواجهنا الكشة) ونناشد المسؤولين الكبار والسيد رئيس الجمهوري بصفة خاصة بأن يوقف كشة الباعة المتجولين بقرار منه، لأنهم أرباب أسر كريمة ليس كما يظن الآخرون انهم متسولون أو شحاذون، بل هم من أسر لها يد في التنمية، والذي دفعهم إلى هذا العمل ضغط المعيشة وليس هواية انما هو يقصد ادرار بعض الاموال والنقود لاصلاح وضعهم المعيشي لا أكثر من ذلك.
محمد الأمين الصادق (في الغالب نتكاتف لحمل هموم بعضنا البعض وتحقيق ما يجد الباعة من احزان متعبة، فهم لا يدعون من يتعرض للغرامة وحده، بل يقدمون له ما يمكن تقديمه من نقود ورأي سديد، ونحن نملك شيئاً ليس بالكثير وليس بالقليل من تعالم الاسلام اليت أوصى بها ، فنحن رفقة خير نصلي ونصوم، والذي لا يفعل ذلك نعلمه ذلك الخلق، ونظن أن من يتخلق بهذه الاخلاق الكريمة يجب ان يعامل معاملة كريمة ليس معاملة تقلل من مكانه الاجتماعي.


مصادرة ومطاردة
محمد زين (عنقريب): نتعرض دائماً لمصادرة البضاعة والغرامة التي تكون في الغالب تكلفتها أكبر من استطاعتنا فاني أعمل أياماً كي اجمعها وفي لحظة ما أقع في فخ ينصبه رجال البلدية في تنكر بزي ملكي، ثم أفقد كل ما استجمعته من نقود لدفع الغرامة، دعك عن الصرف اليومي الذي هو تكلفته باهظة الثمن، لكن لا تزال شريحة من يعملون في الشارع بخير، يقومون بمساعدة المتضرر من جراء هذه الإجراءات وعندما يصدر قرار بالغرامة يجب عليك الدفع فوراً والا كنت أسيراً وراء القضبان.


صحيفة التغيير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق