الاثنين، 24 أغسطس 2015

إعلان حكومة ولاية الخرطوم مابين (الشنطة) و(أي سؤال) !!!



بدأ المؤتمر بلا تقديم ، ودون مقدمات تلا قارئ لم يذكر إسمه آيات من الذكر الحكيم ، بعدها توجه الوالي بخطوات رشيقة وحماس ظاهر نحو المنصة ، ولم يقدمه أحد أيضاً، ودخل كمايقول السودانيون في (الموضوع مباشرة)، وبدأ حديثه بأنه سعيد باللقاء الكثيف برموز السلطة الرابعة بالسودان ، والإهتمام الإعلامي بأمر الخرطوم وهو عون لي وسند بالنقد البناء الهادف والتقويم السليم ، ونحن نراجع الصحف يومياً ونقرء ماوجه فيها من إنتقادات ، أشكركم فرداً فرداً وأنتم تحضرون لهذا المؤتمر الصحفي والشكر لحكومة الخرطوم السابقة على مابذلوه من جهد وماقدموا لهذا الوطن من خدمات لتحقق رفعة البلاد ، ولاننكر عطائهم وجهدهم الذي بذلوه ونحن سنبدأ من حيث إنتهوا نبني فوق بنائهم ونصوب ونضيف.
هذه مرحلة جديدة وحكومة جديدة بعد نجاح الإنتخابات الماضية التي تمت بمشاركة سياسية واسعة تعتمد على الشراكة السياسية مع الآخرين ويتجدد فيها العطاء وتقوم النهضة والتنمية ، كل هذا من أجل وطن يسع الجميع وينعم بالسلام.
فتح الشنطة
والشاهد أن الوالي إنحنى نحو (الشنطة) التي كانت على يمين المنصة وأخرج خطاباً كتب على صفحته الأولى (ولاية الخرطوم …المؤتمر الصحفي لوالي ولاية الخرطوم) أما في الورقة الثانية كتب (المؤتمر الصحفي لإعلان حكومة ولاية الخرطوم) وجاءت الصفحة الثالثة تحت (التقرير الإحصائي للفترة من 1989 إلى 2015م) ، ومن الواضح أن الذين أعدوا هذا الخطاب لم يتحروا الدقة والمهنية بدليل أنهم وضعوا ثلاثة أغلفة للخطاب كل منها يحمل عنواناً مغايراً ولايخلوا من أخطاء طباعية وربما هذا هو ما إضطر الوالي لأن يقول أنه سيمر مروراً سريعاً على المنجزات مع تركيزه على التحديات.
25 عاماً الماضية
بدأت هذه المسيرة منذ أخونا المرحوم محمد عثمان سعيد ويوسف عبدالفتاح ورأينا أن نقف على كل إنجازاتهم مع مقارنة ماقدموه وماجدوه في 1989م وماهو ماثل الآن ، ومن ماذكر أن الطرق المسفلته في العام 1989 كانت 200 كيلومتر وفي 2014 كانت 2500كيلومتر ، أما الكباري والجسور النيلية كانت في 1989 (4) فقط وفي العام 2014 أصبحت( 7) ، أما شبكات المياه كانت 2مليون متر والآن 15 مليون متر فيما لم تزيد محطات الضخ غير واحده ، ومحطات التنقية النيلية زادت أربعة خلال 25 عاماً حسب التقرير ، أما المستشفيات الحكومية فعددها قفز من 21 إلى 48 والخاصة من 5 إلى 75 والمؤسسات العلاجية الخاصة من 4 إلى 302 مايشير بوضوح لتمكن الخصخصة في الدولة وهي أبرز ماتكون في المجال الصحي.
ومر على كثير من التفاصيل لكنه ركز بشكل أساسي على الخطة الإسكانية وقال إن حكومة الخرطوم سلمت حوالي مليون قطعة سكنية ، وأشار في محور الشباب والرياضة أن عدد الميادين المسجلة 494 إضافة إلى 1478 قيد تسجيل وقال بنبرة لاتخلو من حدة (دي حنسجلا عشان نخلص منها) .
التحديات
وذكر أن أهم التحديات التي تواجه الولاية في المرحلة القادمة هي قضية الخدمات الأساسية (المياه ، الصحة ، التعليم ، الكهرباء ، النظافة ، المواصلات) ، وكذلك قضية تحسين معاش الناس وقال (قفة الملاح هم كبير) ولابد من الإهتمام بريف الخرطوم وإنسانها ، وشدد على ضرورة تطوير الشراكات مع الأحزاب المتحالفة مع المؤتمر الوطني ، وأكد على العمل على إنجاح مسيرة الحوار السياسي والمجتمعي ، وعلى تحريك الأمة نحو إنتاج إنفاذ البرنامج الخماسي لولاية الخرطوم ، وأمن على إصلاح الجهاز التنفيذي في هياكله وتعظيم دوره في تقديم الخدمة النموذجية المنشودة مع التركيز على مجهودات الدعم الاجتماعي للأسر الفقيرة والتمكين الإقتصادي للقطاعات المنتجة (الطلاب ، المرأة ، الخرجين ، الشباب) ، وكذلك التركيز على دور الإعلام في إحداث التغيير الإيجابي للمجتمعات وإبراز الجوانب الفكرية والمرجعيات الأساسية وتحريك إتجاهات الرأي العام نحو الأهداف التي تنشدها الولاية.
اعلان الحكومة
وأدخل الوالي يده في (الشنطة) مرة أخرى ليخرج منها تشكيل حكومته المكونة من 12 وزيراً وأربعة معتمدي رئاسة.. ونفى الوالي بشدة وجود خلافات بحزبه بشأن تشكيل الحكومة، وقال ان المكتب القيادي لحزبه أجاز الحكومة بالاجماع،مشيراً الى انه يتحمل كامل المسؤولية في اختياره للحكومة. هذا وعين حسن اسماعيل من حزب الامة القيادة الجماعية،وزيراً للحكم المحلي،وقال : (دا صحفي يستحق منكم التصفيق لأنه كلف بأكبر الوزارات) فصفق الحضور ربما لأن كثير من الصحفيين قد فوجئوا بأن زميلهم حسن إسماعيل الذي ملأ الفضائيات إحتجاجاً على أحداث سبتمبر وظل لوقت قريب يقود المناهضة في الشوارع ضد النظام الذي قبل إستوزاره ، وكان إسماعيل قد دخل في مناكفات الأيام الماضية مع شباب بحزب الأمة المعارض الذي ينتمي إليه ولكنه اليوم بعد أن أغلق حساباته في الوسائط الإجتماعية أصبح جزء من السلطة ممثلاً لحزب الأمة القيادة الجماعية ، وتم تعيين عادل محمد عثمان وزيراً للمالية، ومامون حميدة للصحة، وأحمد قاسم للبنى التحتية، والفريق مهندس حسن صالح للتخطيط العمراني ، ودكتور محمد صالح جابر للزراعة والثروة الحيوانية،وعبدالله أحمد حمد للصناعة والاستثمار،ومحمد يوسف الدقير للثقافة والاعلام ، واسامة حسونة وزيراً للتنمية البشرية والعمل، وفرح مصطفى للتربية، وأمل البيلي للتنمية الاجتماعية،واليسع صديق التاج وزيراً للشباب والرياضة. وفيما يتعلق بالمحليات،عين فريق أحمد علي عثمان (أبوشنب) معتمداً للخرطوم وقال الوالي (دا الحرر أبوكرشولا) ،والصادق محمد علي الشيخ معتمدا لبحري، ومجدي عبدالعزيز معتمداً لأم درمان وقال (دا برضو صحفي) ، وعبدالله الجيلي لشرق النيل،عبداللطيف فضيلي لأمبدة، والصادق محمد حسن معتمداً لكرري، ولواء معاش جلال الدين الشيخ لجبل اولياء. واختير موسى آدم، أميرة ابوطويلة،ماجدة نسيم،الرضي سعد آدم، معتمدين بالرئاسة. في السياق عين دكتور محمد سليمان أبوصالح للمجلس الاعلى للتخطيط الاستراتيجي، وجابر ادريس للمجلس الاعلى للدعوة والارشاد، ولواء عمر نمر للمجلس الاعلى للبيئة والتنمية الحضرية ، وبعد أن تلا الوالي حكومته قال : (زي مابقولو ناس الجيش أي سؤال).
أسئلة وردود
واللافت أن الوالي قد تولى أيضاً توزيع الفرص للصحفيين بنفسه وإبتدرت الأسئلة الزميلة هبة عبدالعظيم والتي أشارت إلى أن ثمة تركيز في تشكيل الحكومة على العسكريين وإغفال الشباب ، وأجاب الوالي بأنه لم يغفل الشباب وأن الحكومة ليست جلها من العسكريين و(بظرافة) قال (إنه أكبر الشباب)، ثم أعقبها رئيس تحرير صحيفة الخرطوم الدكتور الباقر أحمد عبدالله الذي أشاد بالعسكريين قائلاً (ياريت لوجبت الحكومة كلها عسكريين) وسأل عن مشروع النظافة بالولاية مؤكداً بأنها تعاني من الأوساخ ، ورد الوالي بأنهم يسيرون قدماً في تأهيل آليات النظافة ولكن الأمر يحتاج لمزيد من الوقت ، وتقدم بالسؤال بعد الباقر الزميل أحمد عمر خوجلي من صحيفة التيار والذي سأل هل هناك صراعات سبقت هذا التشكيل الوزاري وأدت إلى تأخيره؟ ، ورد الوالي بسرعة وقال له (أنا إخترت الحكومة وقدمتها للمكتب القيادي لأني قلت ليهم أنا مابجي والي وتدوني ناس إنتو) وأكد على عدم وجود أي خلافات وإجازة الحكومة بالإجماع من قبل المكتب القيادي ، وفي الأثناء قاطع أحد المواطنين الوالي وقال إن مليون قطعة أرض يتحكم فيها أشخاص وشهادات البحث في الشنط في إشارة إلى هنالك خلل وشبهة فساد ، فإعترضه الوالي وقال له (إذا في أي فساد نحنا بنعالجو وجيب المسنتدات) وعندما أصر المواطن مواصلة حديثه إنتهره الوالي بطريقة آمرة (أقعد) ، وأشار إلى قضية الأرضي مهمة بالنسبة لحكومة الخرطوم لأنها المورد الرئيس بالنسبة لها ولكن هذا المورد تناقص لحد كبير ويكاد يكون قد إنتهي ، وأضاف هناك عدد من الخطط للتنظيم والهيكلة منها المخطط الهيكلي الذي شارك في إعداده زميلكم عثمان ميرغني، ومن جانبها سألت الاعلامية أم وضاح الوالي عن المواصلات والفساد ، وقال الوالي إن الموضوعات التي تطرقت لها تحتاج يوماً كاملاً للرد عليها وأمن على سعيه لحل أزمة المواصلات.
إستهجان وإستنكار
ومن الملاحظات التي وجدت إستنكاراً من قبل الصحفيين رده الحال على الزميلين حسن محمد صالح والذي طالب بالكشف عن ماقام به حسين من مجهودات على الأقل في مشروع النظافة ومدى التغير الذي طرء منذ تسلمه المهام ، فرد الوالي رد غير موفق عندما قال لحسن إنت صحفي كبير (كيف تقول هذا) ولوكان مشكلة النظافة تحل في ثلاثة أشهر (أنا مستعد أديك ميزانية وتعال حل مشكلتا) ، فيما رفض بشدة سؤال الصحفي الطيب محمد خير من الزميلة الصيحة بأن تقرير الإنجازات الذي عرضة أشبه بالمنة على الشعب ، فرد الوالي بإستخفاف وقال له (إنت بلاي صحفي) وأضاف : نحن لانمتن على الشعب ومن حقنا عرض الانجازات.
الدليل مرة أخرى
وفي رده على سؤال (الجريدة) الذي تقدم به الأستاذ حيدر خير الله والذي أشار إلى أن هناك إستبشار بمرحلة جديدة ، ولكن فجعنا من هذه التشكيلة المحبطة إذا أنها تضم وزيراً يعمل رئيساً لمجلس إدارة الجهاز الإستثماري المتهم بعملية فساد كبير في الأراضي أدت إلى نهب ترليونات الجنيهات من رسوم الولاية ، فرد الوالي (إذا في دليل أنا بتخذ قرار فوراً) وأضاف : (أنا اليوم رفت موظف من الإستثمار لعدم المؤهلات).


أشرف عبدالعزيز / حيدر خير الله
صحيفة الجريدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق